حصان أقرن في الحديقة – جيمس ثيربر

ترجمة: علي المجنوني

The Unicorn Rests in a Garden, the Unicorn Tapestries, 1495–1505

حدث ذات صباحٍ مشمسٍ أن رفع رجلٌ جالسٌ إلى طاولة الإفطار بصره عن البيض المخفوق فرأى حصانا أبيضَ ذا قرن ذهبي يزدرد الزهورَ بصمتٍ في الحديقة. صعد الرجل إلى غرفة النوم حيث لا تزال زوجته نائمةً وأيقظها. قال لها: «هناك حصانٌ أقرن في الحديقة. إنه يأكل الزهور». فتحت عينًا ماقتةً ونظرت إليه فقالت وهي تدير ظهرها له: «الحصانُ الأقرنُ وحشٌ أسطوريٌّ». نزل الرجل ببطءٍ إلى الطابق الأرضي ومنه خرج إلى الحديقة. كان الحصان الأقرن لا يزال هناك، يرعى حينئذ زهورَ الخزامى. قال الرجل: «هاكَ أيّها الحصان الأقرن» واقتطف زنبقة فأعطاه إياها. أكلها الحصان الأقرن برصانة. ولأن الرجل مسرورٌ لوجود حصان أقرن في حديقته، فقد صعد إلى الطابق العلوي وأيقظ زوجته مرة أخرى قائلا: «الحصان الأقرن! لقد أكل زنبقة». قعدت زوجته في السرير ونظرت إليه نظرة باردة. قالت: «أنت مجنون، وسأودعك مصحّة المجانين». الرجل الذي ما أحبّ قطُّ لا كلمة «مجنون» ولا عبارة «مصحّة المجانين»، فما بالكم به في صباح مشرق يوجد فيه حصانٌ أقرن في الحديقة، فكر لحظةً ثم قال: «سنتكفل بذلك الشأن». ومشى إلى الباب. فقال: «له قرنٌ من ذهبٍ في منتصف ناصيته». ثم عاد إلى الحديقة ليشاهد الحصان الأقرن، غير أنّ الحصان قد رحل. جلس الرجل بين الورود فرَقَد.

نهضت الزوجة فور خروج الزوج من المنزل، واستعجلت في ارتداء ملابسها أيّما استعجال. كانت شديدة الحماسة وفي عينيها شماتة. هاتفت الشرطة ثم هاتفت طبيبا نفسيا. طلبت منهم أن يهرعوا إلى منزلها وأن يُحضروا معهم سترة مجانين. وحين وصلت الشرطة والطبيب النفسي جلسوا على الكراسي ورمقوها باهتمام كبير. قالت: «لقد رأى زوجي حصانا أقرن هذا الصباح». نظرت الشرطة إلى الطبيب النفسي ونظر الطبيب النفسي إلى الشرطة. قالت: «لقد أخبرني أن الحصان أكل زنبقة». نظر الطبيب النفسي إلى الشرطة ونظرت الشرطة إلى الطبيب النفسي. ثم قالت: «أخبرني أن له قرنا ذهبيا في منتصف ناصيته». استجاب رجال الشرطة لإشارة علنية من الطبيب النفسي فهبّوا من مقاعدهم وقبضوا على الزوجة. واجهوا صعوبة عند تثبيتها، إذ عاركتْهم عراكا جنونيا، لكنهم غلبوها في النهاية. وما إن ألبسوها سترة المجانين حتى عاد الزوج إلى المنزل.

سألته الشرطة: «هل أخبرتَ زوجتك أنك رأيت حصانا أقرن؟». قال الزوج: «بالطبع لا، فالحصان الأقرن وحشٌ أسطوري». قال الطبيب النفسي: «هذا كل ما أردتُ معرفته. خذوها. أنا آسف يا سيدي، فزوجتك مجنونة بالفعل». أخذوها وهي تشتم وتصرخ، ثم حبسوها في مصحة. وعاش الزوج في سعادة دائمة.

اكتب تعليقًا